بواسطة أخبار الامم المتحدة
قد أشارت ”مجموعة الحماية العالمية“ في شهر أغسطس – وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة التي تقودها المفوضية وتوفر الحماية للأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية – أن العنف القائم على نوع الجنس كان يحدث بمعدل أعلى في 90 في المائة من عملياتها، بما في ذلك في أفغانستان وسوريا والعراق. وفي الوقت نفسه، أفاد ما يقرب من ثلاثة أرباع اللاجئات والنازحات اللائي شملهن الاستطلاع الذي أجرته لجنة الإنقاذ الدولية مؤخراً في ثلاث مناطق في إفريقيا عن ارتفاع في مستوى العنف القائم على نوع الجنس في مجتمعاتهن.

وكما ارتفعت مستويات العنف ضد المرأة، فقد فاقمت عمليات الإغلاق والقيود الأخرى المفروضة على الحركة من صعوبة تمكن الناجيات من الإبلاغ عن الانتهاكات وطلب المساعدة. وغالباً ما تفتقر اللاجئات إلى إمكانية الوصول إلى مرافق الصحة العامة والخدمات الاجتماعية الهامة الأخرى ويعتمدن على الخدمات المتاحة من خلال المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة. لكن فيروس كورونا أجبر العديد من هذه الخدمات على الإغلاق، وفي المخيمات من كينيا إلى بنغلاديش، لم يتمكن العاملون في المجال الإنساني من زيارة اللاجئين أو تنظيم أنشطة الوقاية.
وقالت غابرييلا كونيا فيراز، مسؤولة العنف القائم على نوع الجنس في المفوضية في مخيم كاكوما للاجئين شمال غرب كينيا: ”في شهر مارس، أدركنا أننا لم نكن قادرين على القيام بأنشطتنا الاعتيادية. وقد أجبرنا ذلك على البدء في التفكير في طرق مختلفة للوصول إلى الأشخاص“.
وقد أنشأت فيراز وزملاؤها حساباً على واتساب إضافة إلى الخط الساخن حتى تتمكن الناجيات ممن تعرضن للعزل في المنازل مع المسيئين لهن من تبادل رسائل خاصة مع العاملة الاجتماعية. كما نظموا برنامجاً إذاعياً شهرياً يبث على محطة مجتمعية يتم الاستماع إليها على نطاق واسع بين اللاجئين في المخيم. ويغطي الموظفون موضوعات مختلفة تتعلق بالعنف القائم على نوع الجنس كل شهر ويخبرون المستمعين عن كيفية وصولهم إلى الخدمات من خلال خطوط المساعدة.
أجرت المفوضية والمنظمات الشريكة لها في جميع أنحاء العالم عملية مماثلة لتكييف برامج العنف القائم على نوع الجنس حتى تتمكن النساء من الاستمرار في الوصول إليها بأمان.
في العديد من المواقع، تضمن هذا العمل التحول إلى مجموعات الدعم عبر الإنترنت وتقديم الاستشارات عن بعد. في لبنان، على سبيل المثال، انتقل موظفو العنف القائم على نوع الجنس من إدارة جلسات الوقاية للنساء اللاجئات في أماكن آمنة، إلى إجرائها عبر الإنترنت. تحصل النساء على بيانات الإنترنت لإتاحة الفرصة لهن بالمشاركة في الجلسات عبر الإنترنت، لكن مارتن دي أوليفيرا سانتوس، مسؤول الحماية المشارك في المفوضية في لبنان، أقر بوجود عوائق أخرى أمام تقديم الخدمات عن بُعد.