سياسةملفاتمنوعات

يا قادة السودان .. أحذروا الإحتقان

د. أسامة أحمد المصطفى

د. أسامة أحمد المصطفى

الحيرة تسيطر على تفكيري هذه الأيام فيما ومما أسمع .. حيرة فيما وممّا أشاهد ، حيرة سببها الإحتقان الخطير في نفس كل مظلوم ، في وطني المكلوم ، الإحتقان الذي أجده وأسمع عنه أينما أذهب ، إحتقان خطير ظاهر للعيان في كل مكان وكأن هذا الإحتقان كائن حي يقول :”إما ان يُوصل الواحد صوته إلى من يهمه الأمر أو إلى جمعيات حقوق الإنسان في الدول المتقدمة ليرفع عن نفسه الظلم والإستبدا وبذلك فمن المؤكد أنه يعود إلى المربع الأول سيجد أمامه منتفعاً وصولياً ليصف تصرفه هذا على أنه سماح للآخرين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ، أو أن يصمت فتضيع حقوقه التي لم يعد بالإمكان الحصول عليها إلاّ ربمّا فقط بالواسطة والرشوة والمحسوبية ،ليكون صمته الناتج عن ظلم أصابه إحتقان نفسي مدمر له ولمن حوله وللمجتمع الذي ينتمي إليه .إحتقان يجعل المرء في حيرة ، وحيرة تجعل المرء في حالة دهشة وذهول وإستغراب وتعجب ، حيرة قد تجعل المظلوم يقول ما لا يريد ربمّا أن يقول وتجعله يتمنى ما لا يريد ربمّا أن يتمنى وتجعله يفعل ما لا يريد ربمّا أن يفعل ، فهل يعي كل من يهمه الأمر خطورة نتائج الإحتقان الذي يترعرع في نفوس المظلومين في بلدي الحزين الذي يأمل في السلام والإستقرار والتنمية؟البطالة في بلد غني بالثروات ويوصف بأنه (سلة غذاء العالم ) ظلم ، الفقر في بلد غني بالثروات ويوصف بأنه (سلة غذاء العالم ) ظلم ، الجوع في في بلد غني بالثروات ويوصف بأنه (سلة غذاء العالم ) ظلم ، الحاجة في بلد غني بالثروات ويوصف بأنه (سلة غذاء العالم )ظلم ، الحرمان من الحقوق في أي بلد ظلم ، عدم المساواة في أي بلد ظلم ، عدم تكافؤ الفرص في أي بلد ظلم ، عدم التوزيع العادل للثروة في أي بلد ظلم ، غياب الحريات في أي بلد ظلم ، الإستبداد في أي بلد ظلم ، الإضطهـاد في أي بلد ظلم ، الطغيان في أي بلد ظلم ، البطش في أي بلد ظلم ،السلطة المطلقة في أي بلد ظلم ، عدم تداول السلطة في أي بلد ظلم ، الجهل في أي بلد ظلم ، التخلف في أي بلد ظلم ، العنوسة في أي بلد ظلم ، الجريمة في أي بلد ظلم ، الفساد بكل أنواعه في أي بلد ظلم ، الظلم في أي بلد ظلم ،غياب الرعاية الصحية المتقدمة في أي بلد ظلم ، غياب الرعاية الإجتماعية في أي بلد ظلم ، غياب التربية في أي بلد ظلم ، غياب الخدمات العامة المتكاملة في أي بلد ظلم المحسوبية الفئوية في بلدي ظلمغياب الشعور بالمسؤولية في أي بلد ظلم ، غياب الذوق العام في أي بلد ظلم ، غياب الوعي في أي بلد ظلم ، غياب التكافل الإجتماعي في أي بلد ظلم ، غياب الوفاء في أي بلد ظلم ، غياب العطاء في أي بلد ظلم ، غياب الأمانة في أي بلد ظلم ، غياب الأمن في أي بلد ظلم ، غياب السلام في أي بلد ظلم ، غياب الحب في أي بلد ظلم ، غياب حقوق الإنسان في أي بلد ظلم ، غياب حرية الرأي في أي بلد ظلم ، غياب حرية الصحافة في أي بلد ظلم ، غياب فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في أي بلد ظلم ، غيـاب الرأي والرأي الأخـر في أي بلد ظلم ، الديموقراطية في أي بلد ظلم إلى آخر قائمة الظلم والظلام والمظالم الممكنة .فدعونا جميعاً من أجل هذا الوطن الذي درجنا أن نسميه بالهمام ، والذي درجنا أن نفخر به صادقين كنا أو مدعيين (سودان العز) من أجل أهله نعمل ليل نهار كي نرفع الظلم عن كل مظلوم قبل فوات الأوان وقبل أن يحرق الظلم الحياة ، فكثرة المظالم والمظلومين لا بد أن تكون عاقبتها وخيمة ، و أيضاً دعونا جميعاً من أجل هذا الوطن وأهله وقبل فوات الأوان نفهم ونتعلم أنه إذا صفت النوايا وكان هدفنا جميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا وتقاسمنا كسرة الخبز ونسمة الهواء وقطرة الماء وحبة الدواء وعذوبة المواطنة والإخاء في السراء والضراءفليس مهماً أبداً بعد ذلك من يكون فينا الحاكم ومن يكون فينا المحكوم ، إذا صفت النوايا وكان هدفنا جميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا فليس مهماً أبداً بعد ذلك من يكون فينا المسئول الذي يدير أمورنا بكل إقتدار وعدل وأمانة ومن يكون فينا مستمتعاً بثقته في المسئول الكفء ومتفرغاً للقيام برسالة وطنية أخرى تكون لبنة أخرى من لبنات البناء لأنفسنا ولبلادنا ولمستقبلنا ، وليس مهماً ما يكون ذلك أو ما لا يكون ، المهم أن نكون نحن يداً بيد وكتفاً بكتف ، نسير معا إلى الأمام وكلنا ثقة بأننا لن نحرق أنفسنا وبلادنا ومستقبلنا بأيدينا ولا بأيدي غيرنا أبداً ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نحسن الظن في بعضنا البعض ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وإذا أختلفنا نناقش اختلافاتنا من غير غضب ولا بطش ولا تشنج ( لا نحرض زيد على تصفية عبيد) )نسير معا إلى الأمام وإذا أتفقنا أتفقنا على أن يكون إتفاقنا من غير غش ولا إيهام ولا خداع ، نسير معاإلى الأمام والحاكم فينا أياً كان يعرف أن “كبير القوم خادمهم” والمحكوم فينا أياً كان يشعر ويسمع ويرى دائماً أن “كبير القوم خادمهم ” ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أننا بشر نخطئ ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعترف بأخطائنا ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعمل على معالجة أخطائنا ( بعد الإعتراف بها ) ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا أن نتعلم من أخطائنا ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعتذر عن أخطائنا ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة لا تعني أبداً أن هذا العالم لها لوحدهانسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا التعايش والتعاون مع الأخرين واحترامهم واحترام أيضاً خصوصياتهم ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة قد تعني تميزها ولكنها لا تعني بالضرورة أبداً أفضليتها على الأمم الأخرى ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن الأفضل هو القادر على أن يكون قدوة في البناء المادي والمعنوي ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن المرأة يجب أن تكون دائماً نصف المجتمع في الحقوق وفي الواجبات ، نسير معا نسير معا إلى الأمام والمرأة فينا لا يُنظر إليها على أنها كتلة من اللحم يجب التلذذ بنهشها ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن أهمية كل منّا تكمن في وطنيته وكفائته وقدراته وإنجازاته وليس في إسمه ولا في عائلته ولا في قبيلته ولا في وراثته ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن الفساد بكل أنواعه وخاصة الفساد السياسي والمالي والإداري والقضائي مدعاة لكل أنواع العنف والجريمة والتخلفنسير معا إلى الأمام ونحن نعلم أن غياب الحريّات العامة يخلق مجتمعاً مريضاً لا يستطيع أبداً الاعتماد على نفسه ، نسير معا إلى الأمام ونحن نريد لأنفسنا وطن نتشرف بالإنتماء إليه بما يميزه من صفات ويتشرف هو بنا بما نفعله نحن من أجله ،بالداخل وبالخارج نسير معا إلى الأمام ونحن نريد لحياتنا أن تكون دائماً من أجل الاعتدال والحب والأمن والسلام ولا تكون أبداً من أجل الغلو والكراهية والخوف وسيل الدّماء ، نسير مع ا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو البناء ولا شيء آخر غير البناء ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن ندير جميع أمورنا بأيدينا ، ذكورنا وإناثنا وشبابنا وأطفالنا ، ولا نستقدم عند الضرورة القصوى الاّ يداً عاملة مدّربة تدريباً عالياً جداً تفيدنا وتحترمنا وتخدمنا في سلوكها وفيما تقوم به من أعمال مشروعة لنا ولبلادنا ولمستقبلنا ، نسير معا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو الاّ نتحامق ونجلب دمارنا وهدمنا بأيدينا أو بأيدي غيرنا .في داخلي مدن من سلام فهل تسكنها أيها الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى