
الكاتب :- الاستاذ منير منير
العلاقات التاريخية بين السودان وإثيوبيا، قديمة قدم التاريخ، وازلي منذ خلق الله هذه الأرض كما تؤكد وثائق التاريخ المكتوبة.
ما يعتري هذه العلاقة بين البلدين هذه الأيام، إنما هي (سحابة صيف) ستعبر وتزول، ويبقى الود والمحبة بين شعبينا متجذرة وعميقة داخل الأرض وإن مرت بفترات سكون، ولا نقول نزاعاً أو خلافاً. أما الحرب بين بلدين بينهما من وشائج المحبة والتقدير والاحترام المتبادل عبر التاريخ، فذلك لن يكون أبداً مهما عصفت الأعاصير، أو تبلدت السُحُب في السماء، فهي لن تمطر إلا أمطار خير وبركة على الجميع.
ما يمكن أن يحافظ فعلآ على هذه الوشائج والصلات التاريخية القديمة، هو التركيز بقدر الإمكان رفد الروابط الشعبية عبر ما يسمى ب(الدبلوماسية الشعبية) وتشجيع تبادل الزيارات والمصالح، وإقامة صداقات ببن مختلف الفئات بين مكونات المجتمع السوداني والاثيوبي من خلال تبادل الخبرات والتجارب في مختلف مجالات التعاون بين أبناء الشعبين.
وإذا آمنا بتلك الفكرة، واقتنعنا بأن ما يمكن أن ينجز من خلال تلك المكونات الشعبية، ودفع عجلات الدبلوماسية على المستوى الشعبي، فإن عائد تلك الخطوة سيكون _ بإذن الله تعالى _ خيراً وفيراً وبركة وأكثر نفعاً من أن تأتي عن طريق الحكومات والأنظمة مهما كانت أهميتها وقيمتها في عالم المصالح المشتركة.
عليه، نقول : مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة … وإن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي … هناك كيان قائم اسمه جمعية الصداقة السودانية / الاثيوبية، ولا مانع من تأسيس مجموعة أخرى تكون نواة للتواصل والتعارف ومناقشة ما يمكن أن يعود للشعبين بالخير والازدهار … إذا وجدنا عشرين أو ثلاثين شخصاً يهمهم هذا التوجه، ويؤيدون ما قلت لتحريك المياه الراكدة في بحيرة الصداقة بين شعبينا، يمكن أن تجذب الآلاف من محبي البلدين من كل المستويات، مثقفين، باحثين، رجال اعمال، سياح، تجارة حدود، تبادل إنتاج زراعي … العلاقات بين الحكومات والأنظمة تتأثر صعودا وهبوطا بفعل المصالح والسياسة، وتبقى العلاقات الشعبية (الدبلوماسية الشعبية) هي القاعدة المتينة التي تبنى عليها روابط أكثر قوة ومتانة لا تتأثر بتقلبات السياسة بين الدول.
بلدينا يعتبران أكثر دولتين في أفريقيا ثراءً وتنوعا في الثروات الطبيعية، وعامل الثقة بين الشعبين موجود وتاريخي وقديم، وتبقى إطلاق ضربة البداية، تأسيس هذا الجسم في أسرع وقت هو بمثابة إعلان مولد (مولود) جديد يتولاه الجميع بالرعاية والحرص.