د. أسامة أحمد المصطفى

واشنطن إن السقوف التي وضعها الثوار على الأرض والتي تشبه معطيات السادس من أبريل 1985 من القرن الماضي ، هي التي حققت النتيجة العامة لإزالة نظام مايو في ذلك الوقت وكسب البلاد ، والشعب . تتطلب تجربة ثورة ديسمبر 2019 استمرار هذا الربح ومعطياتها ، وهذا يعتمد على تحقيق أدوار القوى الثورية لتوظيف أجواء ما تبقى من الفترة الانتقالية وتحويل مسودة الاتفاقية إلى اتفاق حاسم. تطبيق يخدم المسار الديمقراطي ، فإذا كانت الثورة من منظور التحليل النفسي هي انتصار عامل الغضب في النفوس على عامل الخوف من سلطان ورعب السلطان ، وكعمل بشري يفترض أن تكون عملية هدم وضع جائر و فاسد وفاشل ، ثم شعار الفترة التي تليها بناء وضع جديد يلبي احتياجات وتطلعات الوطن والشعب والحياة الكريمة
أما مفهوم الحياة فهو مبني على أمر سياسي يتعلق بالتخلص من القمع السياسي والأمني ، أي التحرر من الديكتاتورية والقبضة الحديدية. لكن من خلال مراقبة المشهد السياسي السوداني نجد أن “الديماغوجية” قد اخترقتها بمجموعة من الأساليب التي تستخدمها النخب السياسية الجديدة لخدمة مصالحها. انتصر الغضب على الخوف في الناس. نزل إلى الشارع غير مكترث بالموت ليقول: لا ، ولعب الديماغوجي على مشاعر الناس بالمحسوبية والفئوية ، جلس وأدار ما فوق الأرض وتحت الأرض ، وأصبح الأمر شديد الخطورة إذا لم يكن من الممكن لأحد أن ينكر أن فكرة الديمقراطية قد غزت الفكر السياسي السوداني اليوم كما لم تحدث من قبل ، وأن العمل على تحقيقها أصبح أحد المعالم الرئيسية للحياة السياسية ، فما لا يمكن إنكاره كما أن هذا التقدم الذي تشهده الفكرة على مستوى انتشارها بالفعل فحتى التطبيق لا يرافقه بشكل كافٍ في الواقع من خلال تعميق مفهومه وإبراز الظروف الثقافية والاقتصادية التي تتحكم في مجراه سلباً وإيجاباً مما لا شك فيه أن هذه التحولات الحاسمة ستواجه صعوبات كبيرة ، بسبب الإرث الثقيل الذي خلفه النظام السابق من سوء الإدارة والفساد المستشري والفساد المستشري. لذلك ، من الضروري التحصين بعناية ويقظة ، والحفاظ على أهداف الثورة العظمى كمرشد وقاعدة للعمل والتفاعل بحكمة في هذه المرحلة الحرجة ، خاصة في هذه الأيام وما بعد السادس من أبريل 2022 إن إحداث تغيير شامل لمنظومة القيم المجتمعية على المديين المتوسط والبعيد يتطلب فهماً عميقاً لمتطلبات اللحظة الثورية ، وخطوة أولى نحو مشروع للنهوض بالدولة السودانية ، وخلق إنجاز حضاري.

بالتوازي مع وعي الشباب. بشدة السودان بحاجة ماسة إلى توافق وطني يضم جميع القوى في أطر متناغمة لمواجهة التحديات والعمل المشترك لتنفيذ الطموحات ، وتوفير إرادة سياسية صادقة لسد الفجوات من خلال العمل السياسي الذي يشترك فيه الجميع مع آلية المقاومة السلمية ، وكيفية تحريرها. الإرادة من علاقات القوة ، والحفاظ على شعر السيد في التعامل مع التحالفات الإقليمية ، وفتح كل الأبواب للعلاقات الدولية هناك من يتحدث اليوم عن الديمقراطية في السودان يعتقد أن الموضوع يتعلق بمادة لاستهلاك الشعار ليس لها معنى أو مضمون حقيقي. تطبيق حقيقي بسبب غياب الوعي الديمقراطي هناك من يعتقد أن الديمقراطية يمكن أن تكون في الوقت الراهن وسيلة للتغطية على الأزمة الاقتصادية والتقصير الرسمي في هذا المجال أو ذاك، ومن ثم أن تكون متنفساً للناس في جو الضائقة الراهنة، وليس هناك إلا فئة قليلة من أصحاب الرأي تعتقد بالفعل بالديمقراطية وإمكانية تحقيقها ولكن حالة الضياع المادي والمعنوي التي يعيشها الشارع السوداني في ظل ضبابية المشهد، تصل لمفهوم خواء المكان وتحديداته، وفقدان بوصلته من منظور عبقرية الثورة وضياع الفكرة والمحتوى في غفلة من عمر الزمان الذي غاص فيه من غاص، وعاث فيه من عاث فساداً ضمنياً يتطلب جرأة تجلي الصورة للأجيال وإلا فسدت الثورة وتبددت الديمقراطية .