سياسة

قاقارين: الدبلوماسية لرئاسة الوزراء

د. أسامة أحمد المصطفى
مسؤول ملف السودان/ مركز Demokrattia للدراسات السياسية والاستراتيجية – واشنطن

ثمة مفهوم عصري يمكن أن يشكل أساسا فعالا في عملية تطوير مؤسسة رئاسة الحكومة كما العلاقات الدولية والسياسة الخارجية للدول، يعرف في قاموس السياسة ب “الدبلوماسية الرئاسة الابتكارية “.
العالم يتغير بسرعة، والجيل الجديد يتطور باطراد خاصة في السودان، اذ يمثل الشباب الأغلبية الساحقة من مجمل شعبه ، واقع يحتم على المؤسسة السياسية والحزبية تطوير انماط الممارسة السياسية على كافة المستويات، من الرئاسة فما دون، وصولا إلى المؤسسة الدبلوماسية.
تاريخيا، استندت مؤسسات الدولة في السودان الى خبراء ذوي معرفة وتجربة تاريخية، هو بحد ذاتهم استمدوا قوتهم من القدرة على التفاعل مع الظروف المتغيرة.
إحياء هذه التجارب التاريخية مطلوب في هذا الوقت الحرج، خاصة مع اتساع بورصة المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء وحفولها بما يجوز ومن لا يجوز…
المرحلة السياسية لا تسمح بترف اختيار اي كان، اذ ان المطلوب شخصية استثنائية تصلح لهذا الزمن الاستثنائي، تتولى إدارة المرحلة الانتقالية، فمن هي هذه الشخصية، ولماذا الدبلوماسية الرئاسية والابداعية الآن؟

لا يخفى على اللبيب ان السودان عاش تاريخيا ولا يزال العديد من الصراعات، لذلك فهو بحاجة إلى مسارات جديدة يفتحها فن الدبلوماسية الرئاسية للتوصل إلى حلول سلمية للمشاكل. لا يمكن للفرد أن يتصافح بقبضة اليد ، وأفضل طريقة هي محاولة فتح القبضة باستخدام الدبلوماسية الرئاسية .

الدكتور قاقارين

السودان بحاجة لرئيس وزراء برؤية دبلوماسية ، قادر على تحليل المتغيرات الداخلية ، ويكون تصالحيًا و قويا ، ويمارس العمل الدبلوماسي بفهمه للتغيرات الداخلية السريعة ، والتغيرات العالمية التي تنعكس على الداخل ، ويمكنه بهدوء تقديم حلول متكاملة من خلال رسم خارطة طريق للمستقبل تمتص المعرفة التاريخية للبلاد بكافة مكوناتها وتبلورها في مشروع ايجاد حل لكل مشكلة، لا خلق مشكلة لكل حل…

ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك مد جسور التوافق بين الجميع داخليا وبناء العلاقات الدولية والتحالفات مع كل الشركاء المحتملين. ذلك لا يتم الا ان تم الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في الممارسة السياسية. التاريخ حاضر في العقل السياسي السوداني بقوة، وهو يشكل مستندات الممارسة الحالية، والمستقبل السياسي. فالعلاقة بينهم تكاملية إلى حد انك لا تستطيع ان تتصور بناء توافق يتجاهل التاريخ ولا يحقق التقدم والتنمية والمصالح الوطنية من جهة والمصالح المتبادلة والفهم المشترك والحوار بين الشعوب من جهة ثانية. هنا دور مؤسسة رئاسة مجلس الوزراء. اذ تقوم، بحكم سلطتها التنفيذية، وتماسها مع المجتمعين المحلي والدولي، ببناء العلاقات المحلية والدولية انطلاقا من تصورها للمستقبل القائم على فهم واستيعاب المعرفة والسردية التاريخية.

في هذا السياق نجد ان واحداً من أبرز الشخصيات السودانية، من الكبار الذين يسكن الوطن في تفاصيل حياتهم، يسهرون مع آلام الوطن وينامون وفي جفونهم مئات القضايا التي لا تنام، يمثل نقطة التقاء بين كافة الشخصيات والتيارات الوطنية ، ويقض اسمه مضاجع بائعي الوطن والطامعين في الأموال المدنسة التي يرهنون بها مستقبل أبنائهم في مهب الريح .

الدكتور قاقارين


هو الدكتور السفير النجم الرياضي علي قاقرين (حيدر حسن حاج صديق) سيرته الذاتية بها من الفخامة ما يجعلنا نقول انه واحد من أبناء السودان الذين قدر لهم ان يحملوا مسؤولية الوطن في وقت تمثل المسؤولية فيه مغرم لا مغنم وتعب ومشقة لا راحة وسعادة، ويدفع من يقف في صف الوطن ضريبة الكرامة والوطنية، خصوصاً والسودان يمر بمرحلة مفصلية ليس فقط جغرافيا بل فيما يتعلق بأمن المنطقة والاقليم، وفي خضم هذه المرحلة الحرجة ، نؤكد بأن الدكتور علي قاقارين سيقف شامخاً كالجبل قويا صلبا أمام مسؤوليته التاريخية التي ان أوكلت إليه يخرج من صمته بعطاء يدهش الجميع في واحدة من أعقد مراحل التاريخ السوداني ، بسرعته الصامتة سيحقق الأهداف.

لماذا الدكتور قاقارين هو الأنسب بكل المقاييس ؟ لأنه رجل المرحلة التوفيقية ! فهي ليست مرحلة اقامة دولة بل مرحلة حكمة وقدرة على التعامل مع الجميع بعقلية استراتيجية. ما لدى قاقرين من حكمة حسب أقرانه تؤهله للعب هذا الدور. اسألوا رفاق قاقارين في المنتخب القومي السوداني عن روح الفريق حينما كان لاعبا، واسألوا زملاءه ونظراءه في السلك الدبلوماسي سفيرا وديبلوماسيا ، قبل ان يكون وحكيما… نجح قاقارين في حركته داخل الملعب لتحقيق الاهداف، بقدرته الماهرة على التحكم في إنجاز مهامه ، بالقوة عند الحاجة ، وبالوداعة متى استدعى الموقف دموع الشرف والعزة والفخر.

الدكتور قاقارين

إلى ذلك، هو استراتيجي من الدرجة الأولى، خطط لمستقبله عندما كان طالبًا جامعيًا وكانت النجومية تغمره. لم يكترث بذلك. دخل عالم الدبلوماسية وقدم نموذجا للسفير الذي كان يدرك دوره في جميع البلدان التي عمل بها ، أثر في المجتمعات الأخرى بشكل لافت حتى كتب اسمه في المحلات والشوارع ، ماهر في اللغات والمنتديات الدبلوماسية وصناع القرار في العالم كله يسألون: ألا يعرف السودانيون هذا الشخص الذي تتحدث عنه مركز الدراسات الديمقراطية والاستراتيجية في العالم ، كما أشارت صحيفة المجهر الدولية في واشنطن وإذاعتها في العديد من برامجها ونشراتها .

الدكتور قاقارين شخص مهذبة للغاية يعتنق الدبلوماسية ، بارع في الاستقراء ، محايد ، قادر على التحكم في عواطفه ، لديه القدرة على تكوين علاقات جيدة مع الجميع بحيث يعتقد الجميع أنه صديقه المقرب، لديه القدرة على اتخاذ قرارات مهمة بعد تقدير الموقف، بحكمة وسرعة وايجاز.

لا ينبغي الحكم على شخصية الدكتور علي قاقارين من خلال انطباع مسبق ، وفكر رجعي ، وعقلية دائرية محدودة ، وأفق لا يتجاوز حدود ما يسبق الحدود ،ولا ينبغي الانصراف إلى شيطنة تاريخه، بل يجب برأينا ان يعطى فرصة، فهناك فارق كبير بين جدا بين حمدوك وقاقارين ، الأخير هداف يمكنه تحقيق النتائج بسرعته ومهارته ولباقته وشخصيته التي تبدو سهلة ، لكنها في الواقع تتصرف وفقًا للموقف ، مع مبدأ لكل مقام مقال…

نقول قولنا انطلاقا من قناعاتنا، نحن ندرك تماما ان قاقارين ليس طامعا بالسلطة، تقدمه إلى المسؤولية هو على طريق المشير عبد الرحمن سوار الذهب… خدمة لوطنه، في سبيل تحقيق الهدف الاسمى، اي العبور الحقيقي للمرحلة الانتقالية نحو الانتخابات…ليحكم الشعب، في الشعب، بقوة الشعب.
المجد والخلود لشعب السودان وشهداءه وشبابه وثورته، والخيبة والخزي لكل متآمر وفاسد وعميل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى