بقلم / ياسين أحمد, رئيس المعهد الأثيوبي للدبلوماسية الشعبية .

– التجهيزات الروسية الجارية لعقد القمة الروسية الافريقية الثانية وراء جولة وزير الخارجية الروسية الافريقية وزيارته لأثيوبيا – سوتشي الروسية شهدت القمة الافريقية الروسية الاولي في اكتوبر 2019.
تجيء زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الي اثيوبيا والتي وصلها مساء الثلاثاء 26 يوليو (تموز) الحالي ضمن جملة مهام في مقدمتها التجهيزات الروسية الجارية الجارية لعقد القمة الروسية الافريقية الثانية والتى ستعقد في شهر نوفمبر 2022.
وتمثل قمة الصداقة الروسية – الإفريقية أهمية في ظرف ما تعيشه روسيا ضمن تحديات حربها ضد اوكرانيا وتبعات ذلك على الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية, ومثلت اديس ابابا المحطة الثالثة ضمن زيارة المسئول الروسي بعد زيارته كل من مصر وجمهورية الكونغو . وكانت (سوتشي) الروسية قد شهدت القمة الافريقية- الروسية الاولي في أكتوبر 2019، والتي ترأسها الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الافريقي أنذاك، وحضرها روساء ونواب رؤساء، ووزراء خارجية وسفراء ل (44 ) بلدا افريقيا من جملة الدول الافريقية بالاتحاد الافريقي البالغ عددهم (54) دولة، وتعقد القمة الروسية- الإفريقية بصفة دورية كل (3) سنوات، وتناقش التقنيات الحديثة بأهداف تنمية القارة الإفريقية. ويشيرالبعض تشابهها بمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، بين الصين والدول الأفريقية، والذي إنطلقت بداياته بالعاصمة الصينية بكين في أكتوبر(تشرين الأول) عام2000. فرصة سانحة ومن المقرر أن يلتقي المسئول الروسي أثناء إقامته المسؤولين الحكوميين في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين إلى جانب لقائه نظيره وزير الخارجية الاثيوبية ورئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد. وبحسب ماصرحته به السفارة الروسية في أديس أبابا، فإن وزير الخارجية الروسي سيجري أثناء زيارته لاثيوبيا، مناقشات مع كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي الإتحاد الأفريقي وأعضاء السلك الدبلوماسي من مختلف البلدان. وتعتبر الزيارة لكلا البلدين فرصة سانحة لإثبات عدم تأثرهما من ظروف عزلة سياسية ظلا يمران بها نتيجة ظروف استثنائية يعيشها البلدان.

وتجدر الإشارة الى ان زيارة سيرجي لافروف لأديس أبابا هي الثانية بعد زيارته عام 2018 والتي شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين. وكان نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إثيوبيا دمقى مكونن قد زار روسيا في عام 2021. جسور علاقات ممتدة منذ عهد “الدرق” بقيادة العقيد منغستو هايلي ماريام، ظل دعم موسكو لإثيوبيا، دون انقطاع حتى العهد الحالي وضمن تطورات العلاقة، كان لقاء تم بين رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد بالرئيس والروسي فلاديمير بوتين خلال قمة روسيا- أفريقيا التي عقدت في أكتوبر 2019 بسوتشي، واتفقا على تعزيز التعاون العسكري وزيادة المبيعات العسكرية الروسية لاديس أبابا. وخلال الحرب الأهلية الأثيوبية في نهاية عام 2021 وتهديد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لاديس ابابا كان لموسكو موقفا مساندا لاديس ابابا، حينما ابقت على سفارتها ودبلوماسيها دون التأثر بالاجواء السالبة التي دفعت بالعديد من الدول الغربية لسحب بعثاتها الدبلوماسية. وقالت نائبة المندوب الروسي لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، آنا إيفستينييفا في اغسطس 2021 إن بلادها تدعم جهود إثيوبيا للحفاظ على وحدتها وسيادتها وترفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية. وعلى المستوي الإفريقي قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في يوليو الحالي “إن تطوير شراكة شاملة مع الدول الإفريقية يظل من بين الأولويات المهمة لسياسة روسيا الخارجية.- وأوضح لافروف لوسائل إعلام إفريقية أن “تطوير شراكة شاملة مع الدول الإفريقية يبقى من بين أهم الأولويات لسياسة روسيا الخارجية”. في واقع يشهد تدافع المصالح الدولية، تمثل العلاقات بكافة اشكالها أهمية حيوية في مواجهة ظروف التقلبات الطارئة. وبالنسبة للدول الإفريقية خاصة لا يمثل الاتجاه الواحد خيارا أمثل في العلاقات، ومن ثم فإن توسيع العلاقات وتوازنها مع قوى دولية كأمريكا وروسيا وغيرها من دول مؤثرة كالصين وتركيا.. هو حفاظ مصالح تحتاج معها العلاقة الى (حبل حليم التمدد)، يستجيب لظرف الضغوط ويعمل للمستقبل تجاه ما يراه من مصالح قومية. واثيوبيا في جملة علاقاتها وعلى إمتداد التاريخ، ورغم السقطات التاريخية لبعض حكامها فهي ذات تجارب متنوعة يغلب عليها النجاح في تدافعها مع العالم. تغريدات – زيارة لافروف لاديس ابابا تعتبر فرصة سانحة لكلا البلدين لاثبات عدم تأثرهما من ظروف عزلة سياسية ظلا يمران بها نتيجة ظروف استثنائية يعيشها البلدان. – في واقع يشهد تدافع المصالح الدولية، تمثل العلاقات بكافة اشكالها اهمية حيوية في مواجهة ظروف التقلبات الطارئة. وبالنسبة للدول الافريقية خاصة لا يمثل الاتجاه الواحد خيارا امثل في العلاقات.