رياضةمنوعات

مونديال قطر.. حدث تاريخي عالمي

بقلم السفير/ حسن إمبارك بوبكر
سفير النيجر بالدوحة

نشر بواسطة الوطن القطرية

الزمان .. العشرون من نوفمبر الجاري، المكان.. دوحة الخير، الحدث تاريخي عالمي.. مونديال قطر.. كأس العالم 2022، وانطلاق نسخته الثانية والعشرون، وهي الثانية له في قارة آسيا، بعد نسخة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ولأول مرة بالعالم العربي هذا العام .
ننتظر وعشاق الساحرة المستديرة، وملايين العالم، لحظة صافرة الحكم بانطلاق أولى مباريات مونديال قطر 2022، بين المنتخبين القطري والإكوادوري، من إستاد البيت الرياضي، هذا الملعب المبهر، الذي يتسع ستون ألف متفرجا، ويشبه بنائه بيت الشعر – المصنوعة من شعر وأصواف الماعز والغنم، أو الخيمة، أحد أبرز مفردات الحياة البدوية القدية، التي كان يسكنها أهل البادية ومنطقة الخليج العربي على مر التاريخ، وما في ذلك من رمزية لجزء هام من ماضي دولة قطر، ومحاكاة لحاضرها في التنمية الصديقة للبيئة .
وبعيدا عن الضجيج المفتعل، والهراء المنفعل، دعنا نستوحي من لآلي ودرر الشاعر حافظ إبراهيم – شاعر النيل والشعب -، وما أنشدته سيدة الغناء العربي أم كلثوم” وقف الخلق ينظرون جميعا”.. نعم ففي اليوم الموعود، سوف تتجه أنظار العالم، نحو الدوحة، وعبر الفضائيات، ليشاهدوا قطر تتحدث عن نفسها، وهي تبني المجد الرياضي العربي وحدها، وإن شئت، قل: تعلم العالم معنى الإرادة، وركائزها تفردها بمقومات النجاح.
وكدبلوماسي أفريقي، أشعر بأن نجاح قطر بعمقها الأفريقي في استضافة، وتنظيم كأس العالم، هو إنجاز وفرحة كبيرة لنا كل الأفارقة، لأن المونديال ليس مجرد حدثا رياضيا فحسب، ولكن كما مناسبة إنسانية كبرى، على حد وصف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى – حفظه الله- في خطابه السامي، أمام مجلس الشورى في دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين.


ننتظر وكل العرب والأفارقة، والآسيويين جميعا لحظة الإبهار والإنبهار، التي تختلط بمشاعر الفخر، والروعة، الإنجاز التاريخي الذي تصنعه دولة قطر، بدبلوماسية هادئة، وحنكة وحكمة، ورؤية ثاقبة، وعزيمة قوية، كواثق الخطوة يمشي ملكا، على حد ما قول الشاعر والطبيب الدكتور إبراهيم ناجي.
وشهادتنا، وإن شئت قل إشادتنا كبيرة بما شاهدنا، وتابعنا، المنشآت الرياضية، وبناء الملاعب الجديدة، وتجديد ما كان موجود بالفعل من قبل، وتعزيز البنية التحية، بما في ذلك إنشاء شبكة مترو متطورة، كجزء من استراتيجية دولة قطر 2030 .
يا أيها العاشقون للساحرة المستديرة، من مقعدي الدبلوماسي، أقول لكم: إنني أرى في مونديال قطر، ما يتجاوز حدود فعاليات رياضية ومباريات لكرة القدم، وحكايات بين رابح وخاسر، بل أبعد وأعمق من هذا وذاك كثيرا، إنها يا سادة ملحمة تاريخية، بكل ما تعني الكلمة، كتبتها الدبلوماسية والإرادة القطرية، لتصبح من قصص الحياة التي نعايشها، ونحن نستعد لنعيش أحداث كأس العالم لكرة القدم، التي تنطلق أولى مبارياته الأحد المقبل، لتتخطى المسافات الجغرافية، والفوارق الزمنية، مع التفاصيل السردية، والإثارة السرمدية.
نقول وبكل أمانة، وإنصاف: شكرا قطر، على كل جهد تم بذله، من أجل استضافة كأس العالم، في ثقة وعزيمة لم تعرقلها عراقيل المعرقلين، ولا أحقاد الحاقدين، لآن هناك رجال عاهدوا الله، وأقسموا لأميرهم، بأنهم دوما أوفياء، ودبلوماسية هادئة، تصنع الإنجازات بدون تهليل أو ضجيج، وتركت أولوا الضمائر يحكمون، والشرفاء يشهدون، والتاريخ يسجل الإنجازات، بأحرف من ذهب,
وها هي دولة قطر، تحيي لياليها بفعاليات كأس العالم، وقد اضحت مركزا رياضيا، وسياسيا، واقتصاديا في العالم العربي، وقلب الشرق الأوسط، ووضعت بصماتها في مجال الإبتكار الرياضي، واصبحت مؤهلة للمناسبة على احتضان واستضافة الفعاليات، والأحداث والمناسبات الرياضية، وكذلك الشركات العالمية العاملة في هذا المجال.
هنيئا شعب قطر، والتاريخ سيذكركم بما حققتموه من انجازات رياضية، وهو وسام على صدر كل خليجي، وعربي، وأفريقي، وآسيوي، ونتطلع جميعا لنسعد بالمونديال، وكأس العالم 2022، كحدث تاريخي عالمي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى